الثلاثاء، 28 فبراير 2012

كيف نعود أطفالنا على مبادئ الحوار الصحيح
يكتسب الطفل مهاراته في التعامل مع الآخرين من خلال والديه اللذين يمثلان القدوة والمرجع الأساس له ؛ حيث يخزن في عقله كل السلوكيات وطرق التعامل التي تمر به وتكون مثالا يتبعه فيما بعد ، ومن ثم يتأثر بطريقة حوار والديه مع بعضهم بعضا وبطريقة حوارهما معه ؛ لذا نقدم لك – عزيزي المربي – الطرق الآتية لتحرص على الاستعانة بها في تكوين علاقة حوارية جيدة مع طفلك .
أ
بدأ باكرا في إنشاء جلسات حوارية مع طفلك في سن مبكرة قدر المستطاع ؛ حتى يتعلم فيما بعد أن الحوار معك هو أفضل وسيلة للمعرفة ، كما سيفيدك ذلك عندما يكبر الطفل فتكون بذلك قد أسست علاقة حوارية مفتوحة لتتعرف على ما قد يعترض له من أفكار هدامة أو صحبة سوء وغيرها من المواقف التي تحتاج إلى تدخل وتوجيه منك .
اخلق بيئة مفتوحة من الحوار ، وأشعر طفلك بأنه يمكنه الحوار معك بحرية في أي وقت دون الخوف من التعرض لعقاب أو التأنيب بسبب ما قد يدلي به في حديثه ، وابتعد عن أن تظهر له الشك في حديثه ، أو اصطحبه في مكان منفصل إذا كان الحوار لا يخص الموجودين معه ، ويسبب له الإحراج .
انتبه لنبرة صوتك ، كلمة " نعم يا ولدي " يمكن أن تصدر عنك بأسلوب فيه حب وحنان ، ويمكن أن تكون بأسلوب فيه تعنيف و إهانة ؛ ما يؤثر في الطفل الذي يتجه إلى الصمت والحزن والخوف ، وقد يشعر بالسعادة أو احترام والحب .
أظهر اهتمامك بالاستماع إلى حوار طفلك فتنمو لديه مهارات الاستماع وأسس الحوار . وقد أكد العلماء أن سرعة التفكير أضعف من سرعة الاستماع بأربع مرات ؛ ما يمنحك فرصة للتفكير في القرار الذي ستتخذه ، وفرصة أيضا لمعرفة ما يفكر فيه الطفل ، ويساعدك على تقديم ما يناسبه من معلومات بما يتفق مع طريقة تفكيره .
حدد هدفا واحدا أو هدفين متقاربين في أكبر المراحل العمرية قبل البدء في الحوار ليحقق نتائجه وللوصول إلى أكبر فائدة ممكنة واستخدم المفردات التي تفهمه وتوعيه تنمي إدراكه عما يقول وتساعده على تحديد هدفه مثل : " ما رأيك في ..." " ما وجهة نظرك في ..." " أقنعني بما تريد " .
اترك لطفلك وقتا قصيرا بعد الحوار ، ثم أجر معه جلسة حوارية ثانية تسأله فيها عما تعلم من الحوار السابق وما يتذكره من معلومات .
كن قدوة لطفلك في الاعتراف بالخطأ وتقبل الرأي الآخر إذا كان صحيحا وعلمه قول الشافعي :" رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي خصمي خطأ يحتمل الصواب " فلا يتمسك أو يتعصب لرأيه .
اغتنم الفرص عند متابعته التلفاز والأفلام الكرتونية ، وأجر معه حوارا حول إيجابيات وسلبيات المشاهد التي يراها ، وعلمه من خلال ملاحظاتك القيم والدروس التي ترغب في تعليمه لها .
اقرأ مع طفلك القصص ؛ حيث يتعلم من طريقة قراءتك نماذج وطرق الحوار المختلفة بين الشخصيات .
العب مع طفلك لعبة الكرة فبينما تقذفها له ابدأ بعبارة أو سؤال ، ثم شجعه على الرد عليك أثناء إلقائه لك ثم عد الكرة عندما يحين دورك ، وهكذا يكون قد تعلم أسلوبا للحوار تبعا للموقف الذي تقترحه .
اشترك مع طفلك في اللعب الإيهامي ، وعرفه من خلال تقمص الشخصيات مفهوم أساليب الحوار في مواقف مختلفة ، ومع أفراد عدة وأعطه فرصة أكثر للممارسة فكلما كان مستعدا للتفاعل مع من حوله بنجاح  ، كلما أصبح محاورا جيدا .


مقترحات لحوارات يومية مع أطفالنا :
يعد الاستماع الفعال لحديث الطفل ومشكلاته عاملا مهما في تكوين علاقة جيدة معه ، وكثيرا ما يثار غضب الأطفال لأسباب بسيطة ، إليك – عزيزي المربي – هذه الإرشادات للتعامل مع بعض منه :
الموقف
التأثير
ماذا لو
صديق طفلك أحضر له هدية لم تعجبه
تذمر وطلب شراء لعبة أخرى
أسأله أسئلة إيجابية يعبر بها عن مشاعره ، وأشعره بأنك تود فهم ما حدث منه ، وليس فرض النصائح عليه أو انتقاده
عاد طفلك من المدرسة غاضبا ؛ لأن أصدقاءه لا يريدون اللعب معه .
أخذ يردد عبارات تعبر عن ضيقه وحزنه وأنه غير محبوب
أعد عليه حديثه ، وعرفه أنك تفهم مشاعره وتقدرها وانصحه بتكرار المحاولة في الاندماج مع أصدقائه .
صديق طفلك أخذ منه لعبته المفضلة
عبر بكلمات عن غضبه من صديقه وأنه لا يريد الذهاب له مرة أخرى
استمع إليه دون فرض أحكام ، وعرفه أنك تقدر مشاعره .
فكل المواقف التي تمر بنا مع أطفالنا يوميا تعد فرصة تربوية نعلمه من خلالها أساليب وأسس تربوية هو في حاجة إليها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق